21 December 2011

خاص بالموسيقى وحراقة: مزيرة


بعد الجزائر وتونس، تأخذنا جولتنا في راب حراقة إلى المغرب. هذه المرة، تحمل الأغنية عنوان مزيرة، وهي غناء برامفوري، وهو صوت ظهر وسط مشهد الراب بطنجة. ظلت طنجة مدينة حدودية لموقعها الجغرافي، فهي تمثل نقطة التقاء بين بحرين وقارتين. من هنا يمكن رؤية أوروبا بالعين المجردة. كل ما عليك فعله هو أن تتناول الشاي على قهوة هافا، فوق قصبة، لترى أضواء تريفة خلف البحر المتوسط. يمكن عبور مضيق جبل طارق بزورق يستغرق ثلاثين دقيقة. لكن أغلب سكان المدينة ليس من حقهم السفر. فبدون امتلاك حساب بنكي به مبلغ لا بأس به، سيكون من المستحيل الحصول على تأشيرة السفر. وبالتالي لم يعد لدى شباب الأحياء الشعبية سوى أن يختبئوا أسفل الحاويات التي تبحر كل يوم إلى ميناء أسبانيا، وجنوة، وباقي أوروبا. كما في باتراس وكاليه. نعم فطنجة هي عاصمة البحر المتوسط من حيث حركة البضائع. في الآونة الأخيرة تم افتتاح ميناء طنجة المتوسطي، الذي سيكون أهم ميناء لشحن البضائع في البحر المتوسط. وهنا يقوم السعوديون باستثمار الكثير من الأموال في مجال سياحة الخمس نجوم. ومع ذلك، ويالمفارقة العصر الحديث، بالنسبة لشباب الطبقات الشعبية، لا يزال السفر محظور. إلا إذا حاولوا استعادة هذا الحق بأجسادهم، من خلال الركض نحو الميناء ومحاولة الاختباء وسط البضائع، الأمر الذي يبدو مزحة في زمن العولمة. "نريد أن ننقذ أنفسنا جميعاً" هكذا يقولون، و"نعتذر لآبائنا" إذا "لم نتمكن من العثور على السلام في بلدنا". لم يبق سوى "عبور" مضيق جبل طارق، لأن "هناك سأبدأ الحياة من جديد". نتمنى لكم أن تستمعتوا بسماع هذه الأغنية، وأيضاً بقرائتها؛ ففيما يلي تجدون ترجمة نص الأغنية



مزيرة

إنها بلدنا، يا أخي، ولا نجد فيها السلام
لا تحمل لنا الفرحَ الأيامُ
نطلب الصفح من آبائنا
ذات ليلة أخذت حبة حمراء
وفي طريقي التقيت بفرقة، أرادوا أن يستخدموني للقيام ببعض الأشياء
ثم التقيت بفرقة طيبة
واصلت طريقي معهم، ورأسي مشتت
واصلت طريقي في الليل،
وعيني سوداء، منتفخة، وكان الدم يسيل من فمي
هذا هو الميناء وهنا ترسو القوارب،
الأمور مختلطة وكأنها سلطة.
لا أرى سوى من يحملون الوثائق وقد وصلوا.
قررت تلك الليلة عبور الحدود.
لن أعود لبلدي،
فحقوقي سأجدها هناك
وهناك سأبدأ حياة جديدة.

نريد جميعاً النجاة بأنفسنا
نريد جميعاً العبور
وإذا تمكنت من العبور، ماذا عساك أن تفعل؟
في الغربة الحياة قاسية، لابد أن تكون حذراً
الكل يريد الهجرة، الكل يريد العبور
وأخبرني، إذا وصلت، ماذا ستجني؟
في الغربة، يا أخي، الحياة قاسية، لابد أن تكون حذراً

أريد أن أهاجر للبحث عن الثروة،
هنا لا يوجد سوى البطالة وعوائق كثيرة
وإذا حصلت على عمل، لن تتوقف عن السعي، وسوف تحصل على شيء أقل بكثير
لا أرى سوى الميناء، وأفكر في عبور الحدود
لكن كل مرة تصبح الأمور أكثر صعوبة
أوروبا، أوروبا.
شباب آخر رحل وعاد بمستنداته.
رحل هذا، ورحل ذاك.
وأنا متى سأرحل؟
كل شيء مكتوبٌ عند الله.
حلمي الوحيد هو عبور البحر.
سقطت أسناني في الميناء، ليل نهار،
الشرطة كلها تعرفني، كما يعرفني كل العاملين بالجمارك.


نريد جميعاً النجاة بأنفسنا
نريد جميعاً العبور
وإذا تمكنت من العبور، ماذا عساك أن تفعل؟
في الغربة الحياة قاسية، لابد أن تكون حذراً
الكل يريد الهجرة، الكل يريد العبور
وأخبرني، إذا وصلت، ماذا ستجني؟
في الغربة، يا أخي، الحياة قاسية، لابد أن تكون حذراً