15 December 2011

خاص بالموسيقى وحراقة: كمكم لحراقة



هو أحد الأوجه الجديدة في الراب التونسي. بدأ العزف بعد سقوط نظام الرئيس بن علي في يناير السابق. اسمه كريم كمكم، وكمكم الحراقة هي أول أغانيه. قد لا يكون تجول كثيراً، لكن نصوص أغانيه رائعة. فهو يأخذنا إلى ما تعتقده الغالبية العظمى من الرأي العام على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط. فحرق الحدود لم يعد أمراً مجدياً. في أغنيته كمكم، يتحدث عن شاب، عن حياته التي سادها الحرمان المادي والحيل غير المشروعة لإيجاد لقمة العيش، وأحلامه بحياة "شيك جداً" في أوروبا. أشياء مثل الالتقاء بجنيفر لوبيز، وإنجاب أطفالاً يحملون الجنسية الأوروبية، والعودة بسيارة جاغوار، والتمتع بشعبية كنجم مثل مارادونا. لكن أوروبا التي يجدها مختلفة. للمرة الأولى في حياته يشعر بالجوع، والعطش، وينام في البرد تحت الجسور، إلى أن أتى يوم ألقت فيه الشرطة القبض عليه دون حتى أن يعطوه الوقت الكافي ليفهم ما يحدث. في مخفر الشرطة، بين صفعة وأخرى، سـأله أحد الضباط لماذا أتى من البحر. وهو يجيب: "حلمٌ جلبني". إلا أن الحلم تحول إلى كابوس. وكمكم لا يتردد في أن يقول لأقرانه بألا يرحلوا، فالأمر لا جدوى منه، فالأولى محاولة تذوق الحياة في تونس. لأن هناك خطر العودة من أوروبا داخل نعش. بينما تمر الآن أفضل سنوات الشباب. الكثير من الشباب باتوا يفكرون في نفس الشيء. وفي الواقع، ليس من قبيل الصدفة أن من تونس في عام 2011، ومع وجود حدود تخرج عن نطاق السيطرة، وفي ظل الاقتصاد المنهار، رحل من حراقة 30000 شاب من أصل 10 مليون نسمة متجهين إلى لامبيدوزا، وأنه بمجرد أنه لم يعد بالإمكان العبور، توقفت الرحلات. باختصار، أصبحت ثقافة حراقة قليلة الانتشار الآن. إنها ثقافة تخص في المقام الأول شباب الأحياء الشعبية، الذين يجدون في الحدود ضالتهم. ولكن الجزء الأكبر من الناس يفكرون بطريقة أخرى. يعلم الجميع الآن أن هناك أزمة اقتصادية في أوروبا، وأن العنصرية وصلت إلى مستويات لا يمكن احتمالها. وفي الوقت نفسه فإن التغييرات السياسية التي حدثت في الشاطيء الجنوبي للبحر المتوسط والحركات الشعبية التي اندلعت هذا العام والتي أدت إلى نهاية الديكتاتورية في تونس وليبيا ومصر، وإصلاحات كبرى في الجزائر والمغرب، غرست كل هذه الأحداث الأمل والتفاؤل في الجيل الأول ابن الطفرة الاقتصادية في هذه البلدان. وهذا سبب آخر لفتح الحدود جنوب أوروبا، كما حدث قبل خمس سنوات مع أوروبا الشرقية. لأنه لن يكون هناك غزو. هذا شيء يوجد فقط في مخاوفنا. والآن أتمنى لكم أن تستمتعوا بسماع الأغنية، وكالعادة بقرائتها أيضاً، لأنه فيما يلي تجدون ترجمة النص الأصلي

كمكم حرق الحدود

كمكم، لأجل مَن تفكر في حرق
الحدود في هذه الأيام.

قال: "لم أعد أستطيع العيش
في بلدي،
أريد أن يصبح أولادي يوماً
أوروبيين،
أنسى كل الناس،
بيتي، إخوتي، وحتى أصدقائي،
يكفي كل ما عانيت،
لابد أن أهزم معاناتي".

قال: "مشكلتي الآن هي حرق
الحدود، لأنسى المشاكل،
وأبتعد عن الجريمة".

قال: "يجب أن أعيش حياة أنيقة جداً،
وإلا ستنتهي حياتي بنهاية مأساوية
هناك في أوروبا سأستخدم المنطق،
لا سرقات، ولا عمليات سطو، ولا مغامرات
مع الفتيات"

قال: "أنا بحاجة إلى عمل،
يساعدني في كل شيء،
يضمن لي حياة الترف،
هناك سأعيش كالملِك،
وربما ألتقي هناك بنجمة مشهورة،
مثل جنيفر لوبيز أو مادونا،
هناك سأصبح نجماً كما كان مارادونا
لما لا؟ لدي حظ!"

قال: "من هناك سأعود بسيارتي
فيراري أو جاغوار،
المهم هو أن تكون سيارة فارهة.
أحتاج إلى شيء جديد
لا يوجد في بلدي،
وهكذا عندما أعود في الصيف، يقولون لي:
"هؤلاء هم نعم الرجال!"

جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.

كانت هذه كلماته
ولكن اليوم الكلمات أصبحت شيئاً آخر.
بمجرد أن وصل نسي
أحلامه،
اكتشف أنه بمفرده
اختار الفقر،
وبمفرده أيضاً اختار طريقه.
ثم وجد نفسه ملقى في وسط الطريق،
بلا طعام، بلا شراب،
بلا نوم كباقي الناس،
ووجد نفسه ممدداً
في البرد تحت الجسور.

هذا لأنه اختار المجازفة
كحل،
سلك طريق المخاطر،
طريق الخطيئة،
أصبح مثل أولئك الذين كان يراهم
في الأفلام،
إلى أن جاء يوم وصلت فيه الشرطة
ووضعوه بالداخل،
ووجد نفسه وحيداً
مقيداً في يديه بالأغلال،
لم يفهم شيئاً،
كيف قبضوا عليه وحملوه إلى هناك،
صفعة من هنا، وصفعة من هناك،
تذمروا وهم يستجوبونه
قالوا له: "كيف أتيت؟"
فرد قائلاً: "حلمٌ لي
هو من جلبني"
من جلبه كان خائفاً،
كيف كان يعيش جيداً،
واليوم يجد نفسه ملقى في سجن،
يتذكر كيف كان يعيش جيداً،
كان لديه سي ثري، كانت لديه حريته،
قصة حرق الحدود هذه
أصبحت أغنية على سي دي،
كم رحلوا ولم يعودوا
لا داخل توابيت، ولا على سي دي.

لهذا السبب اليوم،
إلى من يفكر في حرق الحدود،
أقول كلمتين.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
"حلمٌ لي جلبني".
جرب، تذوق،
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.
جرب، تذوق معاناة اليوم،
جرب، تذوق، أن في يومٍ ما
يمكن أن تعود من أوروبا داخل تابوت.