26 September 2011

مراكز تحديد الهوية والترحيل العائمة : الشرائط

تصوير دانيلا داميكو، damico_photo@libero.it، إذا كنت لا ترى معرض الصور، انقر هنا

مقيدين تماماً كالدجاج، هكذا حكوا لنا عدة مرات بمراكز تحديد الهوية والترحيل. لم نكن نعتقد أن هذا سيحدث أيضاً في مراكز تحديد الهوية والترحيل العائمة، ولكن ها هو الدليل على عكس توقعاتنا. تم التقاط الصور في الساعة 15:00 يوم السبت الماضي، في ميناء باليرمو، التقطتها المصورة الصحفية دانيلا داميكو. تظهر الصور شباب تونسيين، ومعاصمهم مقيدة بإحكام بقيود من البلاستيك، بعد أن تم شحنهم على متن حافلات، تقودهم على الأرجح إلى مطار باليرمو لترحيلهم. وفي صورة أخرى يظهر رجل شرطة يمسك في يده بحزمة من الشرائط السوداء، لأن تقييد الجميع هو إجراء معتاد. والسبب بسيط: فحبس هؤلاء تم بشكل غير قانوني، وبالتالي فليس من المسموح به تقييدهم بالأغلال، ولذا فهم يستخدمون مبدئياً الشرائط الكهربائية. ومما يثير الدهشة من جديد – وربما للسذاجة – هو كيف لرجال الأمن أن يكونوا في خدمة اللاشرعية. فالسفن – قانوناً - ليست مكاناً مجهزاً للاحتجاز. الـ 340 تونسي الموجودين على متن مركزي تحديد الهوية العائمين في باليرمو، هم محرومون من الحرية الشخصية منذ أسابيع، دون أن يلتقوا مطلقاً بمحامي، وبدون أن يمثلوا أمام قاضياً عادلاً للبت في أمر احتجازهم. ومن بينهم من هم قُصر. وفي اللغة الإيطالية يطلق على هذا الأمر: "قبض بأمر من الدولة". وهكذا يبدو أن كل شيء يسير حتى الآن على ما يُرام، خاصةً بعد زيارة عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي "تونينو روسو"، والذي أشاد بمعاملة السجناء على متن المركزين العائمين. كنا نقول بأنه قديماً كان الدستور مُفعلاً وبأن هناك غياب للاعتداء على الحرية الشخصية، لكن ربما يكفي اليوم ساندويتش من الدجاج وكرسي استرخاء ليعلنوا للصحافة أن الأوضاع "كريمة". ومن جديد يمثل ما نحن عليه "منطقة رمادية". لكن لحسن الحظ لا يفكر الجميع كما يفكر روسو. أيضاً لأن باليرمو ليست بجزيرة. وفي المدينة هناك بعض المقاومة للممارسات القمعية وغير القانونية. أمس كان هناك أول مظاهرة لرجال الأمن في الساعة 17:00، ومن المتوقع اليوم وفي نفس الساعة تنظيم مظاهرة أخرى أمام ميناء باليرمو. تجدون المزيد من المعلومات على صفحة الفيسبوك لمكافحة العنصرية في باليرمو. والطريقة الوحيدة للرد على تلك المظاهرات التي يقوم بها المحتجزون خلف نوافذ السفينتين اللتان تقلان مركزي تحديد الهوية والترحيل، والتي كُتب عليها "الحرية 

حتى اليوم أقلعت من باليرمو طائرتان متجهتان مباشرةً إلى تونس، إحداهما من "ميسترال" الجوية والأخرى من "سمول بيانيت"، واللتان قد أعادتا حتى الآن 100 شاباً تونسياً من 340 سجين على السفينتين الموجودتين بالميناء، مما يعني أن آلة الطرد تعمل على قدمٍ وساق

ترجمة: محمد نجيب سالم