|
| ||||
|
|
مَن تروهم في الصور هم شباب ينتمون لعائلةٍ واحدة. عائلة شرني، من كيف. تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة. بلال، الذي يرتدي تي شيرت أزرق، هو شقيق نجيبة، البنت التي أعطتني الصور الأربعة في مقهى بوردية، في مدينة تونس. الثلاثة الآخرون هم أبناء عمومتهم: محمد ناصر، ومحمد دياب، ومحي الدين. محي الدين هو الأكبر سناًّ. مواليد 1980. كان سيتم ثلاثين سنة في 7 فبراير. ولكن هذا العام لن يكون لدى زوجته سهيلة وابنتيه – إحداهما بنت الأربعة سنوات والأخرى سنتين – أي شيء للاحتفال. فلقد فقد محي الدين. وفقد معه محمد ناصر، ومحمد دايب وبلال. آخر مرة سمع فيها أقاربهم أصواتهم على الهاتف كانت يوم 29 مارس 2011. هم الأربعة كانوا قد وصلوا إلى صفاقس، ومن هناك كانوا في طريقهم إلى لامبيدوزا. منذ تلك الليلة قطع الاتصال بهم تماماً. ولم تعد ترد عنهم أية أخبار. حتى أقربائهم الذين كانوا في انتظارهم في فرنسا، لم يشهدوا وصولهم قط. كل شيء يوحي بأنهم ماتوا في عرض البحر خلال عملية العبور. برفقة السبعين راكب الآخرين الذين كانوا معهم على متن القارب.