ذات مرة، كانت تتم عمليات الوصول إلى إيطاليا عبر البحر. ومن لم يكن يطلب اللجوء، كان يتم الزج به داخل مراكز تحديد الهوية والترحيل بإيطاليا، في انتظار ترحيله أو الإفراج عنه بعد إصدار أمر بإبعاده. ولكن الآن بعد أن انخفضت نسبة من يصلوا إلى إيطاليا بحراً إلى 90% خلال الأشهر الخمسة الماضية (بيانات من وزارة الداخلية)، من ينتهي به الأمر داخل مراكز تحديد الهوية والترحيل بإيطاليا؟ لمعرفة ذلك، نجوب الآن كافة مراكز تحديد الهوية والترحيل المنتشرة في إيطاليا. بدءاً من مركز روما، وحتى مركز بونتيه جاليريا. هناك اكتشفنا أنه بالإضافة إلى نحو ثلث المحتجزين السابقين الذين تم نقلهم بشكلٍ مباشر من السجن، ضحايا الأسفار من أجل الحياة بصورة غير شرعية هم بالأخص "إيطاليون". إيطاليون بين علامات تنصيص، لأنهم لا يحملون الجنسية، ولكنهم يعيشون في إيطاليا منذ خمسة عشر أو عشرين أو ثلاثين عاماً. أناس حصلوا على تصريح الإقامة بعد صدور قرار العفو لعام 1993 و1995، لكنه تم سحبه منهم عقب انتهاء مدته؛ نظراً لأنهم وقت التجديد لم يكن لديهم صاحب عمل. لكن عشرين عاماً في إيطاليا كافية كي تبني حياتك. لذلك، من المحتجزين من ينتظره بالخارج زوجة وأطفال صغار. هناك أسر معرضة للانهيار بدافع حماية الإيطاليين (ليس بين علامات تنصيص). أحداث درامية دفعت البعض إلى الانتحار من خلال شرب الأدوية المهدئة بجرعات كبيرة، أو من خلال تمزيق شرايين المعصمين. أو تناول العقاقير النفسية لتجنب الجنون. فورتريس إيوروب جمعت لكم هذه القصص. كل يوم سنروي لكم واحدة.
ترجمة: محمد نجيب سالم