19 December 2011

خاص بالموسيقى وحراقة: آه يالبحر



لطفي إما أن يحب وإما أن يكره. فكلمات أغانيه واضحة ومباشرة. منذ بداياته واشتهر بكونه مغني متمرد. حدث في عام 1997 أن أوقفت الشرطة حفلة موسيقية له في مسرح عنابة، لمنع انتشار كلمات أغانيه. أول ألبوم سجله عندما كان عمره 26 سنة مع صديقه واهب – والذي كون معه إل دو دوبل كانون - انتهى بإثارة اضطراب كبير وتفجير انتحاري. منذ ذلك الحين، كل سنة بمثابة نجاحاً جديداً. ألبومات قام بها مثل كاميكاز وكوندامين وكانيبال ولاكامورا وكوشمار جعلته يعتلي عرش الراب الجزائري. وهذه الأغنية مأخوذة من ألبوم كاشمار (2008). عنوانها "آه يالبحر"، وهي نوع من الأناشيد التي كتبت وغنيت عن حرق الحدود. لأنه ليس هناك اختلاف بين الموت داخل كوخ والموت وسط البحر. فالنعمة الحقيقية الوحيدة هي التخلص من الفقر. يرحلون جميعاً: المحامون، والأحداث، والعاطلون، والمبيضون، والرجال، والنساء. يطلبون من البحر شيئاً واحداً فقط: "اجعلني فقط أعبر، فهنا القلق يقتلني! اجعلني فقط أمر، فهنا أعيش بلا فرح!". فيما يلي تجدون ترجمة نص الأغنية بالإيطالية. اقرأوه بعناية، لأن هذه هي واحدة من أهم أغاني راب حراقة. سواء لأن لطفي يتمتع بشعبية جارفة، أو لأن أصله من عنابة. هذه الأغنية يمكن اعتبارها مهداة إلى شباب أحياء عنابة الشعبية، حيث نشأ هو أيضاً. في واقع الأمر، عنابة – والتي كانت مدينة سانتاجوستينو منذ قرونٍ مضت – هي عاصمة حراقة بالجزائر. من أحيائها الشعبية المطلة على البحر، وصل آلاف الشباب إلى جزيرة ساردينيا، ومئات منهم مات قبل أن يصل. وهذا ما يجعل الكلمات الختامية لهذه الأغنية تتحدث عن ذكراهم. نتمنى أن تستمتعوا بها.


آه يا البحر

آه يا البحر،
اجعلني فقط أعبر، فهنا القلق يقتلني!
آه يالبحر،
اجعلني فقط أمر، فهنا أعيش بلا فرح!

في الرابعة فجراً، موعد في الظلام.
الرفاق ينتظرون، وها هو القارب هناك.
هيا أسرع! قبل أن يطلع النهار!
شغل المحرك، هيا، البحر.
قلبي حار، قلبي يغلي، يملؤه الإصرار
إذا بقيت هنا، من المؤكد أنني سأنتحر
سأمجد من سيقتلعني من الظلم
سواء إذا مت في الكوخ أو ليلاً مع حراقة.

لم أعد أحتمل، اتركني أرحل مع جي بي إس،
معي حجرة من الهواء وقطع غيارها.
لو كانت حياتي جيدة، لما غامرت بحياتي الآن.
لقد يئسنا، ومن مثلي فقد أخذ قراره.
كلنا مستعدون، إذاً هيا أدر المحرك!
قبل أن يصل الجيش والشرطة والدرك!
حذر بيتي وحمل له كلماتي هذه،
إن شاء الله عندما أصل سأتصل بأمي.


آه يا البحر،
اجعلني فقط أعبر، فهنا القلق يقتلني!
آه يالبحر،
اجعلني فقط أمر، فهنا أعيش بلا فرح!


اليوم يجعلوننا نعمل كاليهود،
أغلقوا الحدود، وأطلاقوا علينا النار
لحسن الحظ القارب يعرف الاختصارات
وسيجعلك تذهب من دون تأشيرة وبدون أن تحجز لك دور. في السفارة (في الطابور لطلب التأشيرة)
كل صباح يرحلون بالمئات،
يرحلون إلى إيطاليا، ويدخلونها من بين الصخور
ليحصلوا على مستقبلهم في أيديهم
معتمدين على الله وعلى دعاء الوالدين
ماذا عساهم أن يفعلوا غير ذلك، هذه ظروف الشعب
يركبون قارب لينسوا التعب قليلاً
إلى أن تتغير العقلية.

ولكن بعد قليل البحر ينقلب وتعلوا أمواجه،
تصبح الموجة قوية لدرجة تخلع قلبك
يتأرجح القارب ويوشك أن ينقلب.
ماذا أقول؟ اللعنة على الفقر!
إذا أوقفوا القارب، سنواصل السباحة حتى مرسيليا.

آه يا البحر،
اجعلني فقط أعبر، فهنا القلق يقتلني!
آه يالبحر،
اجعلني فقط أمر، فهنا أعيش بلا فرح!

ولا تشتكي من أولئك الذين رحلوا إلى الموت.
فمن الممكن أن يقتلوك هنا أيضاً، فإما أن تأكل أنت أو يأكلوك هُم.
تعيش تخنقك الديون
أو تصبح زعيم عصابة مقرها السجون.

رحلت الناس: نساء ورجال،
الأطفال والشباب، الصغار والبالغين،
العامل والعاطل، اللاعب والمطرب،
المبيض والسائق، المحامي والمهندس،
الكل رحل بعيداً في الليل.
اشتروا مكاناً على متن قارب صغير
لا يخشون البرد ولا الأمواج،
لا يخشون القوانين ولا رصاص قوات البحرية.

العين تبكي وتحزن من أجل
الكثيرين الذين غرقوا وأعادوهم في نعوش
وخصوصاً من أجل مَن بقوا بمفردهم.
ادعوا دائماً لهم وقل: "الله يرحمهم".

آه يا البحر،
اجعلني فقط أعبر، فهنا القلق يقتلني!
آه يالبحر،
اجعلني فقط أمر، فهنا أعيش بلا فرح!